vendredi 28 août 2015

صيّادو الغوص في قليبية وحمّام الأغزاز: ذكريات أليمة






صيّادو الغوص في قليبية وحمّام الأغزاز: ذكريات أليمة

في آخر شهر أوت تكون قد مرّت ثمان سنوات على وفاة الشّابّ عبد القادر بن سليمان من حمام الأغزاز أثناء قيامه بالصّيد في أعماق البحر.

عبد القادر بن سليمان لم يكن الغوّاص الوحيد الذي غيّبته أعماق الشّريط السّاحليّ بقليبية وحمّام الأغزاز، بل سبق أن غيّب البحر طيلة العشريتيْن الأولى والثّانية من القرن الحالي كثيرا من زملائه أبناء الجهة الغوّاصين الممارسين لهواية الصّيد بالسّهم أو (البندقية)، وكلّهم تقريبا من الشباب بل من خيرة شباب المنطقة.

 لقد فقدت حمّام الأغزاز في بداية العشريّة الأولى مثلا الغوّاص حسام بن حمودة الذي كان يمتهن مهنة الغوص إلى جانب ولعه الشّديد بالصّيد البحريّ. كما نذكر كذلك الشاب محمد بلحاج صالح (2001)، وعبد القادر بن سليمان (أوت 2007)، وعماد بن حسن الحجّام (جوان 2008)، وفي قليبية فقدنا أنيس بن حميدة (2009) ومهدي الغربي (سبتمبر2013). وهذا ما يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي تقف وراء هذه الظّاهرة وعن الحلول الممكنة؟

جميع المتخصصين يؤكدون أنّ هناك سببا رئيسيا واحدا هو الذي يتكرّر في جلّ هذه الحالات، وهو "الإغماء" (syncope)، أي أن يُجهدَ الغواص نفسه في الماء بالغوص المتتابع دون أخذ قسط من الراحة قبل المتابعة في كلّ مرة. وعادةً ما تحدث هذه الظاهرة في الحالات التي يظفر فيها الصيّاد بصيد ثمين فتبدي السمكة مقاومة عنيفة للتخلّص من السّهم فيصعب بذلك إخراجُها من قاع البحر من الوهلة الأولى، لذلك يلتجئ إلى إعادة الكرّة مرّاتٍ أخرى فيبذل بذلك مجهودا مضاعفا يسبّب له الإغماء فتحدث الكارثة، وللأسف يدفع الغوّاص حياته ثمنا لهذا "الصّيد الثمين".

أما في ما يتعلق بالحلول فإنّ الحل بسيط ويمكن تطبيقه بسهولة، وهو يتمثل أساسا في ثلاث نقاط: أوّلا لا بدّ للصيّاد أن يتجنّب الإجهاد أثناء الصّيد وأن يملك نفسه ويتريّث عند رؤية السمك حتى لا يأخذه التّعب والإعياء دون أن يشعر. ثانيا: يجب على كلّ صائد بالغوص ألّا يذهب إلى الصّيد وحده، بل عليه أن يمارسَ هذه الهواية بمشاركة واحد من أصدقائه الصيّادين على الأقلّ، يصحبه في جولته حتى إذا وقع أحدهما في ورطة أو أي تعكّر صحّيّ، يتدخّل الآخر على الفور لإعانته على التخلّص منها قبل فوات الأوان. ثالثا: تجنّب الصّيد العشوائيّ والالتزام بالقوانين ذات العلاقة عبر الانخراط في نوادي الصّيد وتلقّي التّكوين اللّازم في ذلك. بهذه الطّرق وحدها يمكن لجميع هواة رياضة الصّيد في الأعماق ممارسة هوايتهم في مأمن من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تهدّدهم في كل لحظة.

مزار بن حسن

jeudi 27 août 2015

البيئة في الدّستور التّونسيّ


طائر النّحام أو "البشروش" (Flamant rose)


اعتقد كثير من أهالي الجهة أنّ طائر النّحام أو "البشروش" (Flamant rose) قد اختفى من سباخنا منذ مدّة، وأنّه مقتصر على سبخة قربة وسبخة السّيجومي. لكن في الحقيقة، قد شُوهدت أسرابُه بصفة واضحة هذه السّنة نظرا إلى أنّ السّبخة لم يجفَّ ماؤها إلى حدّ الآن. وهذا دليل على أنّ السّبخة يجب أن يُعادَ ربطها بمياه البحر ومياه الأودية حتى يعود إليها توازنُها وجمالُها الطّبيعيّ، وهذا ما نسعى إليه                           (مزار بن حسن)

ميناء قليبية قديما


من أقدم البطاقات البريديّة التّونسيّة. صورة قديمة لشاطئ قليبية تبدو فيه الطّبيعة البحريّة صافية نقيّة ساحرة.   صاحب الصّورة هو عبد الحميد تنبان. ولم يُذكر فيها تاريخ محدّد.      
  مزار بن حسن

dimanche 16 août 2015

"التّزرميّة"



ميناء قليبية: صورة من سبعينيّات القرن الماضي يظهر فيها البحّارة وهم يتعاونون لإخراج "الفلوكة" من البحر. ففي نهاية موسم الصّيد، عند حلول فصل الخريف، أو عندما تسوء أحوال الطّقس، يُحزّم البحّارة "الفلوكة" بالحبال من كلّ جانب حتّى لا تنكسرَ، ثمّ يضعونها على "الفلَنْك" (وهو جذعُ شجرة محفور في وسطه ومدهون بالشّحم لتسهيل انزلاقها، وتُسمَّى هذه العمليّة بــ "توكيل الفلوكة") ويجذبونها إلى منطقة عالية تَعصِمُها من أمواج البحر. يستعمل البحّارة عادةً كلمة "زرمى" أو "التّزرميّة" للدّلالة على نهاية موسم الصّيد، وأصل الكلمة بالفرنسية: "Désarmement" أي "نزع السّلاح" وكأنّها نهاية المعركة (صاحب الصّورة رؤوف قارة) (مزار)